اللقاء التشاوري الأول حول المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص

اللقاء التشاوري الأول حول المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص

تحت رعاية السيدة ريمه قادري وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وبالتعاون بين غرفة تجارة دمشق وجمعية العلوم الاقتصادية السورية ، عقد الملتقى التشاوري الاول للمسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص صباح يوم الاربعاء 14/11/2018 في غرفة تجارة دمشق .

بداية رحب أمين سر جمعية العلوم الاقتصادية السورية  السيد فؤاد اللحام بالسادة الحضور مبيناً أن مفهوم المسؤولية الاجتماعية لرجال الاعمال ليس مفهوماً غريبا عن المجتمع السوري فهو موجود بهذا الشكل أو ذاك من خلال العمل الخيري في الجمعيات الأهلية والمدارس والمستوصفات وغيرها …

السيد محمد غسان القلاع رئيس غرفة تجارة دمشق اشار إلى انه تم تربية رجال الاعمال في السابق على تحمل المسؤولية تجاه المجتمع الذي ترعرعوا فيه و ذكر مشفى المواساة  بدمشق كمثال عن رجال الاعمال الذين بنوا هذه المشفى تبرعاً منهم وبالليرات الذهبية في ذلك الوقت من الزمن نتيجة حسهم العالي بالمسؤولية الاجتماعية و يأتي دور الملتقى اليوم في انعاش الحس بالمسؤولية الاجتماعية لرجال الاعمال اليوم …
السيد جمال الدين  شعيب  معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أشار إلى أن المسؤولية الاجتماعية تقع على عاتق الجميع بدأً من الافراد والمجتمع المحلي وانتهاء بالهيئات والمؤسسات والوزارات الحكومية المختصة كل من موقعه …وفي هذه الظروف التي تمر بها سورية بأمس الحاجة لانطلاقة وتفعيل هذه المسؤولية ولتكون جميع الايادي معاً لإعمار ما دمرته يد الارهاب والاجرام

السيد  ركان ابراهيم معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أكد على ضرورة تحمل شركات القطاع الخاص مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع والبيئة وعلى انشاء قسم للحماية الاجتماعية أو التنمية المستدامة من قبل الشركات .والالتزام بالقوانين والانظمة الخاصة بتنظيم وشروط وظروف العمل .تضمن الملتقى تقديم أوراق عمل حول التعريف بالمسؤولية الاجتماعية والمواصفة ISO 26000قدمها  الدكتور أكرم القش رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان.
كما قدمت الآنسة ميساء ميداني مديرة الخدمات الاجتماعية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ورقة عمل حول التعريف بالمسؤولية الاجتماعية من وجهة النظر الاجتماعية. وقدم الدكتور عامر خربوطلي مدير غرفة تجارة دمشق ورقة عمل حول تعريف المسؤولية الاجتماعية من وجهة نظر القطاع الخاص. وقدمت الآنسة  رانيا عبد ربه مدير البرنامج الوطني للجودة هيئة التخطيط والتعاون الدولي ورقة عمل مواصفة ISO 26000.
كما قدم في اللقاء أوراق عمل حول تطبيق المسؤولية الاجتماعية من كل من السادة السيد محمود دمراني مدير العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. والسيد منار الجلاد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق.  والسيد عصام الشيخ أوغلي عضو مجلس إدارة جمعية العلوم الاقتصادية السورية.

وقدم عدد من شركات القطاع الخاص(مجموعة الخياط : MAGILLA  و بنك الشام و شركة مدار ) تجاربها فيما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية

ومن اهم ما توصلت إليه الجلسة الاولى من توصيات ونتائج :
1-  مفهوم المسؤولية الاجتماعية غير واضح ويحتاج إلى برامج نشر المفاهيم وشرح أهميتها في الوصول الى نتيجة شاملة.
2-  المسؤولية الاجتماعية هي نظرية اخلاقية تترجم بإجراءات وأسس تنظيمية ليتحول إلى برامج تنفيذية مفيدة.
3- لجنة مشتركة بين ممثلي رجال الاعمال والجهات العامة والاهلية لتحديد المجالات التي يمكن لأصحاب الاعمال المشاركة فيها واولوياتها وتحدي البرنامج الزمني لتنفيذها.
4-  اعتماد مبادئ الاقتصاد الاخضر خلال مرحلة الاعمار والبناء لتبني جميع المفاهيم البيئية ضمن قطاعات العمل والانتاج منها : التوجه لفن العمارة الخضراء والوظائف الخضراء .
5- . تحقيق التوازن بين الانشطة الربحية و اللاربحية للشركة أو المؤسسة كأحد منطلقات المسؤولية الاجتماعية مع تطبيق معايير حقوق الانسان في العلاقات ضمن المؤسسة لتحقيق العدالة الاجتماعية .
6- . تنظيم البيئة القانونية والمساعدة في تشجيع وتطبيق المسؤولية الاجتماعية .
7- . اعتماد نقاط اضافية للعمل الاجتماعي الذي يقوم به رجال القطاع الخاص عند الدخول بالمناقصات .
8- . استخدام اسلوب النقاط لترفيع الشركات في المنظمات والغرف على اختلافها.
9-. اعتماد اللامركزية والتركيز على دور البلديات ونقل الخدمات الخاصة على بلدات صغير

وكان أمين سر جمعية العلوم الاقتصادية السورية السيد فؤاد اللحام قد افتتح اللقاء بالكلمة التالية

السيدات والسادة الحضور

بداية أود أن أتقدم باسم مجلس ادارة جمعية العلوم الاقتصادية السورية بخالص الشكر والتقدير للسيدة الوزيرة لرعايتها هذه الملتقى الهام  ،كما أشكر غرفة تجارة دمشق لمبادرتها في اقتراح التعاون مع الجمعية في اقامة هذه الفعالية ودعمها المستمر للجمعية وتعاونها معها …

السيدات والسادة

ان مفهوم المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال ليس مفهوما غريباً عن مجتمعنا فهو موجود بهذا الشكل أو ذاك من خلال العمل الخيري في الجمعيات الأهلية والمدارس والمستوصفات وغيرها …التي قام بها أو شارك فيها رجال أعمال معروفون نكن لهم جزيل التقدير والاحترام ..

ان ممارسة المسؤولية الاجتماعية  من قبل رجال الأعمال السوريين التي انحصرت غالبيتها بالعمل الخيري كانت بسبب عدم وجود ثقافة المسؤولية الاجتماعية بمفهومها الحديث لدى معظم رجال الأعمال  من ناحية وعدم وجود  شكل تنظيمي ومؤسساتي  لها من ناحية أخرى الأمر الذي لم ينقلها من الجهد الفردي المبعثر إلى جهد جماعي منظم .

لقد تطور مفهوم المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال خلال العقود الماضية ولم يعد محصوراً بالعمل الخيري فقط بل توسع ليشمل أموراً أكثر و أوسع . ففي أواخر القرن الماضي أطلقت الأمم المتحدة مبادرة بشأن المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال حددت فكرة المشاركة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق تنمية المجتمعات. وقد عرّف البنك الدولي المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال بأنها التزام أصحاب النشاطات التجارية بالمشاركة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيهم وعائلاتهم والمجتمع المحلي لتحسين ظروف معيشة الناس بأسلوب يخدم الاقتصاد والتنمية في آن واحد. كما عَرَفَّت الغرفة التجارية العالمية المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال على أنها جميع المحاولات التي تسهم في تطوعهم لتحقيق تنمية أخلاقية واجتماعية. وعليه فإن المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال هي مسؤولية ارادية ترتبط بالحقوق والواجبات للتعامل مع الاحتياجات والمشاكل الاجتماعية لتحقيق التنمية .

السيدات والسادة

أدت الأزمة التي تعيشها  سورية منذ 7 سنوات إلى بروز واتساع العديد من المظاهر السلبية في المجتمع السوري سواء الموجودة قديماً أو التي نشأت واتسعت بفعل هذه الأزمة  ، إلا أنها في ذات الوقت أبرزت ، وان بشكل أقل وبسبب الظروف السائدة ،  العديد من المزايا الخيرة في هذا المجتمع من تكاتف اجتماعي وتعاون ومساعدة  ومشاركة في معالجة ما يمكن من آثار هذه الأزمة ومظاهرها على معظم شرائح المجتمع .

واليوم تأتي هذه المبادرة المشتركة لغرفة تجارة دمشق وجمعية العلوم الاقتصادية السورية كمساهمة في اطار المسعى الوطني الجاد  من كافة أبناء سورية المخلصين  للخروج من هذه الأزمة ومعالجة أسبابها ونتائجها وتحويلها إلى فرصة للتطور والنهوض .

ان ارتفاع الأعباء المادية لمعالجة آثار هذه الأزمة وضخامة التحديات الاجتماعية لمواجهتها بسرعة وفعالية ، تبرز أهمية  دور المسؤولية الاجتماعية  لرجال الأعمال في المشاركة في هذه الجهود وبشكل خاص ما يتعلق بتنمية المجتمع المحلى والإسهام في خلق المزيد من فرص العمل وتحسين سبل العيش  ودعم مشاريع رواد الأعمال الشباب وربات البيوت ومؤازرة الجهود الحكومية في هذه المجالات.

وحتى يستفيد المجتمع بالشكل الأفضل والمطلوب من المسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال ، أرجو أن تخلص مناقشات هذه الملتقى إلى اقتراح شكل من أشكال التنسيق المشترك ( فريق عمل أو لجنة تنسيق …) بين ممثلي رجال الأعمال والجهات العامة والأهلية لتحديد المجالات التي يمكن لأصحاب الأعمال المشاركة فيها وأولوياتها وتحديد البرنامج الزمني لتنفيذها في ضوء احتياجات المجتمع بحيث يصبح العطاء من أجل التنمية جزأً لا يتجزأ من أنشطة رجال الأعمال.

أخيراً لابد من التأكيد بأن مطالبة رجال الأعمال بالقيام بمسؤوليتهم الاجتماعية تجاه المجتمع ينبغي أن  تترافق بمعالجة المشاكل التي تواجههم نتيجة الأزمة بشكل عادل وموضوعي لتمكينهم من اداء هذا الدور الهام ومن أجل تحقيق التوازن بين الواجبات والحقوق وحتى لا تكون هذه المسألة فرصة جديدة لتبادل الوعود واسماع الكلام الطيب بين هذه الأطراف كما يحدث في معظم الحالات.

شكراً لإصغائكم والسلام عليكم

أمين سر جمعية العلوم الاقتصادية السورية

فؤاد اللحــــام